لإجراء الاختبار، يتم سحب دم من وريد في ذراعك وإرساله إلى المختبر حيث تقاس دهون الدم. وللحصول على نتيجة دقيقة، يفضل الامتناع عن الطعام لمدة 12 ساعة على الأقل قبل سحب الدم.
الكولسترول هو مادة شمعية شبيهة بالدهن. يحتاج جسمك إلى الكولسترول لإنشاء جدران الخلايا وعزل الأعصاب. كما يستخدمه كبدك لإنتاج أحماض الصفراء التي تساعد على هضم طعامك. وعند وجود الكثير من الكولسترول في دمك، ولاسيما الكثير من نوع معين، قد تحدث المشكلة.
واللافت أن المصابين بالنوع 2 من داء السكر يكشفون غالباً عن مستويات غير صحية من الكولسترول. ويعزى ذلك جزئياً إلى كون معظم المصابين بالنوع 2 من داء السكر من أصحاب الوزن الزائد، علماً أن الوزن الزائد يسهم في رفع مستويات الكولسترول والترايغليسريد. ويمكن للعوامل الوراثية أن تفضي أيضاً إلى مستويات كولسترول غير صحية.
لا يستطيع الكولسترول الانتقال في دورتك الدموية في شكله الأصلي. فأثناء الهضم، يغلف جسمك الكولسترول بالبروتين. وبعد التغليف، يطلق على الرزمة اسم البروتين الدهني أو البروتين المشبع بالدهن.
ويكون الكولسترول متوافراً في ثلاثة أشكال:
يوصف هذا الشكل غالباً بالكولسترول “السيء”. وفي حال وجود الكثير من كولسترول LDL في دمك، تصبح خلايا جسمك مشبعة بالكولسترول ويترسب الكولسترول في جدران الشرايين، حيث يتراكم ويتصلّب. تبدأ هذه المادة الصلبة، المعروفة بالصفيحة، بتضييق جدران الشرايين وتصليبها، مما يزيد من صعوبة مرور الدم عبرها. وإذا تضاءل تدفق الدم إلى قلبك أو انقطع بالكامل، تتعرض لنوبة قلبية. وإذا انقطع تدفق الدم عن جزء من دماغك، تعاني من سكتة.
بالنسبة إلى المصابين بداء السكر، تميل جزيئات كولسترول LDL لأن تكون أصغر وأكثر كثافة مما هي عند الأشخاص غير المصابين بداء السكر. وكلما كانت الجزيئات أكثر كثافة، ازداد الضرر الناجم عنها.
على عكس كولسترول LDL الذي يحتوي بمعظمه على الكولسترول، يحتوي كولسترول HDL بمعظمه على البروتين. ويقال غالباً عن هذا الشكل من الكولسترول إنه جيد. يتولى كولسترول HDL التقاط الكولسترول المترسب في جدران شرايينك ونقله إلى كبدك للتخلص منه.
يتألف البروتين الدهني القليل الكثافة جداً من الترايغليسريد فضلاً عن مقادير ضئيلة من الكولسترول والبروتين. ويمكن للارتفاعات في كولسترول VLDL أن تزيد أيضاً من خطر تعرضك لمرض القلب.
الترايغليسريد هي المواد الكيميائية التي يوجد فيها معظم الدهن في جسمك. يحوّل جسمك الوحدات الحرارية التي لا يحتاج إليها فورياً إلى ترايغليسريد وينقلها إلى خلايا الدهن للتخزين. وفي فترة لاحقة، تتولى الهرمونات تنظيم إطلاق الترايغليسريد لتلبية حاجاتك إلى الطاقة بين الوجبات. ومثلما تحتاج إلى بعض الكولسترول للحفاظ على صحة جيدة، فإنك تحتاج أيضاً إلى مستوى معين من الترايغليسريد. لكن المستويات المرتفعة للترايغليسريد قد تكون غير صحية. تجدر الإشارة إلى أنه يتم نقل معظم الترايغليسريد عبر دورتك الدموية بمثابة بروتين دهني قليل الكثافة جداً.
يجدر بالأشخاص غير المصابين بداء السكر إجراء اختبار الشحوم مرة كل 3 إلى 5 سنوات – أو ربما أكثر إذا كانت مستويات الدهن في دمهم أعلى من المعتاد أو لديهم تاريخ عائلي من دهون الدم المرتفعة. أما الأشخاص المصابون بداء السكر فيجدر بهم إجراء الاختبار مرة على الأقل كل سنة. والسبب في ذلك أن داء السكر قد يسرّع نشوء الشرايين المسدودة والمتصلّبة (تصلّب الشرايين)، مما يزيد من خطر تعرضك لنوبة قلبية وسكتة ودورة دموية سيئة في قدميك وساقيك.
يمكن للمستوى المرتفع لدهون الدم أن ينذر طبيبك بازدياد خطر تلف الأوعية الدموية. كما أن معرفة مستويات الدهن في جسمك تساعد طبيبك على تحديد ما إذا كنت تستطيع الاستفادة من الأدوية لخفض مستويات الكولسترول أو الترايغليسريد في دمك. وتعتبر الحمية الغذائية والتمارين من أولى الدفاعات في وجه مستويات دهون الدم غير الصحية، تماماً مثلما هي في السيطرة على داء السكر. يمكن وصف الأدوية المخفضة للكولسترول أو الترايغليسريد إذا لم تكن هذه الخطوات فعالة أو كان مستوى LDL أو الترايغليسريد مرتفعاً جداً.